الأحد، 4 أبريل 2021

التوعية المقاصدية بالآية القرآنية: { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

قال تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]

قال علي بن أبي طالب: ما في القرآن آية أوسع من هذه الآية:" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"

آية تحث على تحقيق مقاصد الشريعة وخاصة مقصد حفظ الدين.

آية فيها بشرى من رب العالمين إلى للمسرفين والمذبين والعاصين { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

بدأت الآية بنداء الحب والمودة للعباد مع إضافة ياء المتكلم " يا يَا عِبَادِيَ " وكان ممن الممكن أن يأتي النداء: يأيها الناس أو يايها الذين آمنوا و يا نبي آدم ولكنه التذكير بأنهم عباد وما زالوا عبادا مع إضافة ياء المتكلم.

قل: أمر للنبي لتبليغ النداء لعباد الله، والأمر المطلق للوجوب، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] فالنبي واجب عليه أن يبلغ، وكذلك للدعاة إلى الله أن يبلغوا المسرفين والعاصين بهذه الآية قياسا على فعل النبي.

لا تقنطوا: نهي، والنهي يقتضي الفساد، ودلالة النهي التحريم، {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] .

القنوط هو أشد الأسى من الشيء ، تقول: قنط يقنِط فهو قانط ، وقنوط : شديد اليأس من الشيء ، ومنه قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: 28]

النهي للتكرار أي لا تقنطوا مهما وقعتم في الذنوب ثم تبتم أيضا منها فلا تقنطوا من رحمة الله بالتوبة.

مفاسد القنوط تؤثر على حفظ مقاصد الشريعة فالقنوط يؤثر على مقصد حفظ الدين بالزيادة في الذنوب، وتؤثر على مقصد حفظ النفس بالضيق وعدم الراحة، وتؤثر على مقصد حفظ العقل بزيادة التفكير السلبي، وتؤثر على مقصد حفظ المال بأنه لا علاج للمشاكل بسبب القنوط .

يغفر الذنوب لطمأنة المؤمنين وجميعا أي كل الذنوب وهو عموم يراد به الخصوص، فالله يغفر ما بينه وبين عبده من الذنوب، أما الذنوب مع العباد فتحتاج لمسامحتهم.

الآية فيها يقين لا شك فيه أن الله غفو رحيم .

من طبيعة الإنسان الوقوع في المعاصي ففتح الله باب التوبة ؛لأن المشقة تجلب التيسير، ومن العسير على المسلم أن يعيش خاليا من الذنوب وإلا كان كالملائكة.

الآية تطبيق عملي لقاعدة: لا ضرر ولا ضرار؛ لأن القانط من رحمة الله سيضر نفسه ويضر الآخرين.

الآية فيها فتح للذرائع بفتح باب التوبة لكل العصاة بل وللمسرفين في الذنوب.

المقصد من الآية فتح باب التفاؤل والتوبة للعصاة للرجوع إلى الله.

مقصد الشريعة التغيير للأفضل ولذا فباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة.

إذا حرم الله شيئا عوض عنه ما هو خير ولذا فتح الله باب التوبة.

لم يكلف الله عباده الامتناع عن الذنوب لأنه تكليف بما لايطاق ، ولذا تنقسم الذنوب لصغائر وكبائر والمسلم أن يتوب عنها كلها.

النظر في مآل القنوط من رحمة الله معتبر شرعا، لأن الاستمرار في القنوط من رحمة الله تكون خاتمته سيئة.

فتح الله باب التوبة لمصالح العباد في الدارين

ما أدى للحرام فهو حرام فكلمات اليأس والقنوط إذا أدت لزيادة القنوط من رحمة الله فلا تشرع

النهي المطلق يقتضي الفور، فمن الآن الامتناع عن القنوط من رحمة الله ووسائله.

النهي عن الشي أمر بضده أي لا تقنطوا فلا بد من التفاؤل وحسن الظن بالله.

النهي المطلق يقتضي التكرار والتأبيد، فلا يجوز تكرار القنوط ولا الاستمرار فيه.

النص الجلي لا يحتمل تأويلا، فالآية نص ظاهر واضح على فتح باب التوبة للمذبين بل لكل المسرفين في المعاصي.

فنقول لكل المذبين والمسرفين { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } ...إذا زادت بكم الهموم والمشاكل { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

إذا انتشرت المعاصى في الأرض فادع أصحابها للتوبة وقل لهم { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

كما أمر الله نبيه أن يقول للعباد { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } فعلينا بالاقتداء به والتفاؤل بفتح باب التوبة لعباد الله بقوله { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

إلى كل من خططوا وفشلوا { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

إلى مزيد من النجاح والتفاؤل والتوبة لله { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق