القابض الباسط
• قال تعالى: { وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245] أي أنه يوسع على قوم ويضيق على آخرين لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ولمصالحهم.
• البسط والقبض نعمة من الله تستحق للشكر، فإن البسط لجلب مصالح كما أن القبض لدرء مفاسد.
• المؤمن يوقن بقدرة الله تعالى ومن دعاء النبي: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.
• البسط في الرزق من الله ليس معناه دليل حب الله لعباده ولكنها سنة الحياة الدنيا لمن يشاء من عباده لحكمة يعلمها واختبار {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد: 26]
• الله خبير بصير يقبض ويبسط كما يشاء {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } [الإسراء: 30]
• تأمل قوم قارون في حكمة الله من القبض والبسط {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [القصص: 82]
• الله يبسط ويقبض علن علم وقدرة {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت: 62]
• القبض والبسط من الله دليل على قدرة الله على كل شيء وتغير الأحوال { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الروم: 37]
• القبض والبسط من الله اختبار منه والله يعلم الحكمة من أفعاله وعلى العباد الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 36]
• الإنفاق في سبيل الله يكون في السراء والضراء، في القبض والبسط، في اليسر والعسر {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
• من يتساءل عن حكمة اله من القبض والبسط عليه أن يعلم أن الأمور والمقاليد بيد الله خالق هذا الكون {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى: 12]
• يوضح الله المقصد من القبض على عباده أنه لجلب المصالح ودرء المفاسد {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى: 27]
• البسط لا يكون في الرزق فقط بل الله يفتح باب التوبة لعباده ، قال رسول الله: "إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ الليلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"
• النبي لم يسعر في حياته مذكرا أصحابه باسم الله القابض الباسط وسدا لذريعة أن التسعير من النبي تشريع، وترك النبي التسعير لمقصد مرونة الشريعة ولموابة مصالح الناس في أي زمان ومكان بعد وفاته ،ولذا يجوز في عصرنا حرصا على مصالح الناس خاصة في السلع الضرورية فِي حَدِيثِ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، لَوْ سَعَّرْتَ، فَقَالَ: "إنَّ اللهَ هُوَ الخَالِقُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ المُسَعِّرُ، وإنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ ولا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُها إياهُ فِي دَمٍ ولَا مَالٍ"
• هذه الأرض التي يتنازع الناس عليها هي في قبض الله في الدنيا وكذلك يقبضها الله يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: "يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ يَوْمَ القِيَامَةِ، ويَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ..."
• من معاني القبض أيضا قبض الله للأرواح فلصبر العبد لموت عزيز أو قريب ،قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين ناموا عن الصلاة: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء" ولنعتبر في نوم الإنسان في الدنيا قبضة صغرى، ومن دعاء المسلم عن الاستيقاظ من النوم كما علمنا النبي: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
• من وسائل بسط الله الرزق لعباده الاستغفار قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12].
• من وسائل التوسعة الإيمان والتقوى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف: 96]
• المسلم بين الصبر والشكر ، عند القبض صبرا ، وعند البسط شكرا.، وفي الحالتين اختبار وابتلاء من الله لعباده بالقبض والبسط.
• القبض والبسط عطاء من الله، فما يبسط الله شيئا لعبده إلا لمصلحته وما يقبض عنه شيءا إلا لدرء مفسدة عنه فليحمد الله في الحالتين .
• لا يتحكم أحد في رزق أحد فاليقين لا يزول بالشك ، والقابض الباسط هو الله، ومن دعاء النبي في يوم أحد : "اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللهمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ"
اسأل نفسك:
• هل تحرص على التأمل في اسم الله القابض الباسط ؟
التوصية:
• الحرص على التحلي بالصبر والشكر دائما في كل الأحوال.
• نسأل الله أن يجعلنا جميعا من الصابرين الشاكرين.. اللهم آمين آمين آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق